النقود والمبادلات التجارية

Game Introduction

1- النقود والمبادلات التجارية: اختلف الاقتصاديون وتباينت وجهة نظرهم في تعريف النقود فمنهم من يرى أنها سلعة يستبدلها الناس بسلعهم ثم يستبدلون بهذه السلعة ما يرغبون في الحصول عليه لإشباع حاجياتهم. ورأى آخرون أنها ليست سلعة لأنها لا تتمتع بقوة ذاتية وإنما تستمد قيمتها من قيمة السلع التي يمكن الحصول عليها بواسطتها. فالتاجر لا يبيع سلعته بنقود لأن هذه النقود تحقق له منفعة مباشرة أي أنه ينتفع بذاتها وإنما يطلب النقود لأنه يستطيع بواسطتها أن يحصل على ما يريده من سلع وحاجيات. وهناك من يتفق مع أصحاب الرأي الأخير في أنها ليست سلعة ولكنهم يخالفونهم في مصدر قيمتها ويرون أنها مستمدة لا من قيم السلع التي يمكن اقتناؤها بواسطتها ولكن من إرادة الدولة، فالدرهم لا يساوي قيمته إلا أن الدولة منحت له هذه القيمة. وفي الأخير يبقى أقرب تعريف للنقود هو ذلك التعريف الذي ينظر إلى النقود من خلال الدور الذي تقوم به في الاقتصاد. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن النقود ليست لها قيمة في الاقتصاد العيني الذي تتم فيه المبادلات بين السلع ذاتها أي ما يسمى بالمقايضة. أ‌- الاقتصاد النقدي والاقتصاد العيني: تعتبر الاقتصاديات الحديثة اقتصاديات التبادل النقدي بشكل أساسي وتختلف في هذا مع الاقتصاديات العينية التي تتعامل بالمقايضة. قبل أن يتطور الاقتصاد النقدي الذي تلعب فيه النقود دورا مهما في المبادلات التجارية بين الأفراد والدول كانت المقايضة هي الوسيلة الوحيدة التي تمكن الأفراد والقبائل من الحصول على السلع التي لا ينتجونها وذلك باستبدال منتوجاتهم بمنتوجات الأفراد والقبائل المجاورة لهم. وهذا ما يسمى بالاقتصاد العيني. ففي الاقتصاد العيني، ولكي يتم التبادل يجب توفر الرغبة المتبادلة في الحصول على السلع التي يملكها الطرفين. وهذا أمر يصعب الحصول عليه دائما مما دفع الإنسان إلى خلق النقود لتسهيل عملية التبادل. وأصبحت النقود تكتسي أهمية كبرى في الاقتصاديات الحديثة حيث أصبحت وسيلة التبادل التجاري بامتياز والسلعة التي يقبل كل واحد أن يتعامل بها في الميدان التجاري. وسنرى في ما يلي وظائف النقود في الاقتصاديات الحديثة. ب‌- وظائف النقود للنقود وظائف متعددة فهي مقياس للقيمة ووسيط للمبادلات وأداة للادخار وأداة لتوزيع وإعادة توزيع المداخل كما أنها أداة للهيمنة الاقتصادية. النقود مقياس للقيمة: أي أنها تعتبر وسيلة للتعبير العددي عن قيمة الموارد والخدمات الموجودة في السوق وهي بذلك تشكل أداة محاسبة وقياس عام يحدد قيمة كل شيء بالنسبة لبقية الأشياء. ومن أجل ذلك تحدد وحدة حساب معينة تختلف تسميتها من بلد لآخر فهي الدرهم في المغرب والأورو في دول أوروبا والدولار في أمريكا... النقود وسيط للمبادلات: وهذه الوظيفة بلا شك هي الوظيفة الأصلية التي أنشأت من أجلها النقود، فاستعمال النقود جنب مساوئ المقايضة. لكن من أجل أن تحقق النقود وبصورة فعالة وظيفتها كوسيط للتبادل يجب توفر مبدأ القبول العام أي أن يتأكد طرفا التبادل بأن كلا منهما قادر وبدوره على استعمال النقود التي يسلمها ويستلمها في تلبية حاجياته. وفي هذا الميدان نرى أن المشرع لعب دورا أساسيا في حمل الأفراد على قبول النقود كوسيط للتبادل وذلك بتحديد السعر الإلزامي لوحدة النقد وتمتعها بقوة إبرائية تمكن حائزها من الحصول عل ما يشاء من السلع والخدمات مقابلها. النقود أداة للادخار: كان الادخار في ظل المقايضة يتخذ شكل تخزين الفائض من الإنتاج إلا أن هذه العملية كانت تشوبها كثير من العواقب نظرا لما يمكن أن يترتب عن هذا التخزين من الضياع والتلف. ومع اتساع نطاق التعامل بالنقود، أصبح بإمكان الإنسان توفير جزء من دخله ويتخذ عدة أشكال: اكتناز ودائع لدى الأبناك وصناديق التوفير والمؤسسات المالية. النقد أداة لتوزيع وإعادة توزيع المداخل: فإقراضه يمكن المقترض من أموال يستطيع استثمارها واستغلالها الشيء الذي يدر عليه أرباحا يسعى دائما إلى تنميتها، ومن جهة أخرى يدر هذا القرض على المقرض دخلا معينا هو معدل الفائدة. وتؤثر العملة على توزيع المداخل بشكل ملحوظ في فترة التضخم حيث يتضرر المقرضون وأصحاب الودائع والمدخرون بسبب انخفاض القوة الشرائية وينتفع عكس ذلك المقترضون. النقد أداة للهيمنة الاقتصادية: يشكل امتلاك النقود أو التحكم في قنوات التمويل السلطة الاقتصادية وهذا ما جعل المؤسسات البنكية والمالية في الرأسمالية الحديثة تسيطر على مركز المبادرة باعتبارها الأداة الأساسية لجمع المدخرات وتوزيعها في شكل قروض وسلفات على مختلف القطاعات الاقتصادية. وهيمنة القطاع البنكي والمالي هذه دفعت بالمشرع إلى التدخل عن طريق التشريعات لتأطير تصرفاته وتوجيهها حتى لا يختل التوازن الاقتصادي. ت‌- أنواع النقود: لقد تم خلق أنواع مختلفة من النقود استجابة للطلب المتزايد عليها نتيجة لتطور الأنشطة الاقتصادية. ففي البداية اقتصرت المبادلات على النقود المعدنية ثم أضيفت لها النقود الورقية ثم النقود الكتابية. النقود المعدنية: كانت النقود السلعية هي أول نوع عرفه الإنسان ، وان اكتشاف المعادن أتاح استخدامها كنقود، ابتداء من الحديد و البرونز وانتهاء بالفضة والذهب التي عرفت بالمعادن النفيسة لأنها أرقى أنواع المعادن . وقد عملت الدول على سك النقود لان تداول المعادن النفيسة بالوزن يشكل صعوبة كبيرة في عمليات التبادل، سواء بسبب عدم دقة الوزن أو لاختلاف درجة النقاء. وتعتبر عملية سك النقود، منذ القدم ، حدثا تاريخيا هاما لأنه أتاح وجود القطع النقدية بأوزان متماثلة وموثوق بدرجة نقائها. وكان يفترض في النقود المعدنية عدم اختلاف قيمتها التجارية كسلعة عن قيمتها كنقود وهكذا فان قيمة النقود الذهبية لم تكن لتزيد بدرجة ملحوظة عن قيمتها التجارية. أي أن القيمة الاسمية لوحدة النقد الذهبية تتساوى مع القيمة التجارية لوزنها من الذهب. كانت النقود المعدنية وخاصة من الذهب و الفضة من أرقى و أهم السلع التي اتجه إليها، وتمثلت أهم القواعد النقدية المعدنية بنظامين رئيسيين وهما : نظام المعدنين و نظام المعدن الواحد. النقود الائتمانية: إ

How To Play

إستعمال سهم الأيمن و الأيسر لتحريك الشخص في اللعبة

Author

oussamarma

Category

Game Information

Game Popularity

48 views

Collection Count

1 favorites